فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

وجملة { سبحان الذى خَلَق الأزواج كُلَّهَا } مستأنفة مسوقة لتنزيهه سبحانه عما وقع منهم من ترك الشكر لنعمه المذكورة ، والتعجب من إخلالهم بذلك . وقد تقدّم الكلام مستوفى في معنى : سبحان ، وهو في تقدير الأمر للعباد بأن ينزهوه عما لا يليق به ، والأزواج : الأنواع والأصناف ، لأن كل صنف مختلف الألوان والطعوم ، والأشكال ، و{ مِمَّا تُنبِتُ الأرض } بيان للأزواج ، والمراد كل ما ينبت فيها من الأشياء المذكورة ، وغيرها { وَمِنْ أَنفُسِهِمْ } أي خلق الأزواج من أنفسهم ، وهم : الذكور والإناث { وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } من أصناف خلقه في البرّ والبحر ، والسماء والأرض .

/خ40