فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

{ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا } مستأنفة مسوقة لتنزيهه سبحانه عما وقع منهم من ترك الشكر لنعمه المذكورة والتعجب من إخلالهم بذلك وقد تقدم الكلام مستوفى في معنى سبحان ؛ وهو في تقدير الأمر للعباد بأن ينزهوه عما لا يليق به ؛ و{ الأزواج } :الأنواع والأصناف فكل زوج صنف ؛لأنه مختلف في الألوان والطعوم والأشكال والصغر والكبر فاختلافها هو ازدواجها قال قتادة : يعني الذكر والأنثى { مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ } : بيان للأزواج والمراد :كل ما نبت فيها من الأشياء المذكورة وغيرها لأنه أصناف .

{ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ } أي : خلق الأزواج من أنفسهم وهم الذكور والإناث { وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ } من أصناف خلقه في البر والبحر والسماء والأرض ففي الأودية والبحار أشياء لا يعلمها الناس ؛ ولم يطلعهم الله عليها ، ولا توصلوا إلى معرفتها ووجه الاستدلال في هذه الآية أنه إذا انفرد بالخلق فلا ينبغي أن يشرك به .