غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ} (39)

1

ثم ذكر أمر سير القمر وقد مر في أوّل سورة يونس في قوله { وقدره منازل }

[ الآية : 5 ] والعرجون عود العذق ما بين شماريخه إلى منبته من النخلة وهو " فعلون " من الانعراج الانعطاف قاله الزجاج . والقديم ما تقادم عهده ويختلف بحسب الأعيان . فلا يقال لمدينة بنيت من سنة وسنتين هي قديمة . وقد يقال : نبت قديم وإن لم يكن له سنة . وإطلاق القديم على العالم لا يعتاد لأنه موهم إلا عند من يعتقد أنه لا أول له . وقال في الكشاف : القديم المحول وهو أول ما يوصف بالقدم ، فلو أن رجلاً قال : كل مملوك لي قديم فهو حر وكتب ذلك في وصية ، عتق منهم من مضى له حول وأكثر . وإذا قدم العرجون دق وانحنى واصفرّ فشبه انقراض الشهر به من الوجوه الثلاثة .

/خ44