غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَفَمَا نَحۡنُ بِمَيِّتِينَ} (58)

1

وحين تمم كلامه مع الرجل الذي كان قريناً له في الدنيا وهو الآن من أهل النار عاد إلى مخاطبة جلسائه من أهل الجنة قائلاً : { أفما نحن بميتين } وفيه قولان أحدهما : إن أهل الجنة لا يعلمون في أوّل دخولهم الجنة أنهم لا يموتون فيستفهمون عن ذلك فيما بينهم ، أو يسالون الملائكة فإذا جيء بالموت على صورة كبش أملح وذبح فعند ذلك يعلمون أنهم لا يموتون والتقدير : نحن مخلدون منعمون فما من شأننا أن نموت ولا أن نعذب . وثانيهما أن هذا مما يقوله المؤمن تحدثاً بنعمة الله سبحانه واغتباطاً بحاله ، فإن الذي يتكامل خيره وسعادته إذا عظم تعجبه بها قد يقول . أفيدوم هذا لي ؟ وإن كان على يقين من دوامه . وأيضا إنه قال ذلك بمسمع من قرينه ليكون توبيخاً له وليحكيه الله فيكون لنا لطفاً وزجراً .

/خ82