غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{طَلۡعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ} (65)

1

وفيه تكذيب للطاعنين فيه كيف يكون في النار شجرة والنار تحرق الشجر . ومنها :{ طلعها كأنه رؤوس الشياطين } قال جار الله : الطلع للنخلة فاستعير لما طلع من شجرة الزقوم من حملها إما استعارة لفظية وذلك أن يكون وجه الاستعارة مجرد الطلوع أي الظهور ، أو معنوية وذلك إذا كان يشبه الطلع شكلاً ولوناً .

وفي تشبيه ثمرتها برؤوس الشياطين أقوال أحدها وهو الأقوى : إنه تمثيل وتخييل وذلك أن الشيطان مثل في القبح ونفرة الطباع عنه كما أن الملك مثل في الحسن وميل النفوس أليه ، وإذا كان الشيطان كله مستقبحاً فراسه كذلك ، وتشبيه الثمرة برأسه أولى للاستدارة وللتوسط في الجحيم . الثاني أن الشيطان ههنا نوع من الحيات تعرفها العرب ، خفاف لها أعراف ورؤوس قباح . الثالث أنه شجر معروف عند العرب قبيح الأعالي يسمى الأستن وثمره يسمى رؤوس الشياطين . الرابع قال مقاتل : رؤوس الشياطين حجارة سود تكون حول مكة . ولعل هذا بل الثالث والثاني أيضاً يعود إلى الأول إلا أنه بعد التسمية كأنه صار أصلاً يشبه به .

/خ82