غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَذَٰلِكَ خَيۡرٞ نُّزُلًا أَمۡ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ} (62)

1

فاستفهم للتقرير أن ذلك الرزق { خير نزلاً أم شجرة الزقوم } قال جار الله : أصل النزل الفضل والريع في الطعام يقال : طعام كثير النزل . فاستعير للحاصل من الشيء ، وحاصل الرزق المعلوم اللذة والسرور ، وحاصل تلك الشجرة الألم والغم . ويمكن أن يقال : النزل ما يقدّم للضيف ، ومعلوم أنه لا خير في شجرة الزقوم ولكنهم وبخوا على ذلك . وظاهر القرآن يدل على أنها شجرة كريهة الطعم والرائحة مؤلمة التناول صعبة الابتلاع إلا أن المفسرين اختلفوا في ماهيتها ، فذكر قطرب أنها شجرة مرة تكون بتهامة وقال غيره : إنها ليس لها في الدنيا وجود بدليل قوله :{ إنا جعلناها فتنة للظالمين } وذلك أنها خلاف المألوف والمعتاد .

/خ82