فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَمَا نَحۡنُ بِمَيِّتِينَ} (58)

ولما تمم كلامه مع ذلك القرين الذي هو في النار عاد إلى مخاطبة جلسائه من أهل الجنة فقال : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ } الهمزة للاستفهام التقريري وفيها معنى التعجب ، والفاء للعطف على محذوف كما في نظائره أي : أنحن مخلدون منعمون ؟ فما نحن بميتين ، وقرأ زيد بن علي بمائتين .

قال ابن عباس : في الآية قول الله لأهل الجنة { كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون } قال هنيئا أي لا تموتون فيها ، فعند ذلك قالوا : أفما نحن بميتين إلى قوله الفوز العظيم ، وقيل : هذا السؤال من أهل الجنة للملائكة حين يذبح الموت ، وقيل : من قولهم توبيخا للكفار لما كانوا ينكرونه من البعث وإنه ليس إلا الموت في الدنيا والأول أولى .