غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَيۡكَۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلۡحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ} (78)

51

ثم سلاه بحال الأنبياء السابقة ليقتدي بهم في الصبر والتماسك فقال { ولقد أرسلنا } الآية . ذهب بعض المفسرين إلى أن عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً . وقيل : ثمانية آلاف ، نصف ذلك من بني إسرائيل والباقي من سائر الناس . ولعل الأصح أن عددهم لا يعلمه إلا الله لقوله تعالى { ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله } [ إبراهيم : 9 ] لكن الإيمان بالجميع واجب . عن علي رضي الله عنه . بعث الله نبياً أسود لم يقص علينا قصته . ثم إن قريشاً كانوا يقترحون آيات تعنتاً كما مر في أواخر " سبحان " وأول " الفرقان " وغيرهما فلا جرم قال الله تعالى { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله } بعذاب الدنيا أو بالقيامة . وقال ابن بحر : أمر الله الآية التي اقترحوها وذلك أنه يقع الاضطرار عندها { وخسر هنالك } أي في ذلك الوقت استعير المكان للزمان { المبطلون } وهم أهل الأديان الباطلة .

/خ85