غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيٓ أَكِنَّةٖ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ وَفِيٓ ءَاذَانِنَا وَقۡرٞ وَمِنۢ بَيۡنِنَا وَبَيۡنِكَ حِجَابٞ فَٱعۡمَلۡ إِنَّنَا عَٰمِلُونَ} (5)

1

ثم أكد بيان إعراضهم بقوله { وقالوا قلوبنا في أكنة } ولا يخفى أنه سبحانه ذكر هذا في معرض الذم فوجه الجمع بينه وبين قوله { وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً } [ الأنعام : 25 ] هو أن الذم إنما يتوجه على اعتقادهم أنهم إذا كانوا كذلك لم يجز تكليفهم ولا خطابهم بالأمر والنهي ، أو أنهم قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء . قال جار الله : فائدة " من " في قوله { ومن بيننا وبينك حجاب } دون أن يقول " وبيننا " هو أن العبارة الثانية تدل على مطلق الحجاب ، ولكن العبارة الواردة في القرآن تفيد أن المسافة التي بينهم وبين رسول الله مملوءة من الحجاب لا فراغ فيها كأنه قيل : إن الحجاب ابتدأ منا ومنك . ثم حكى عنهم ما قالوا على سبيل التهديد أو التحلية { فاعمل } أي على دينك أو في إبطال ديننا { إننا عاملون } على ديننا أو في إبطال أمرك .

/خ24