غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞إِلَيۡهِ يُرَدُّ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِۚ وَمَا تَخۡرُجُ مِن ثَمَرَٰتٖ مِّنۡ أَكۡمَامِهَا وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ أَيۡنَ شُرَكَآءِي قَالُوٓاْ ءَاذَنَّـٰكَ مَامِنَّا مِن شَهِيدٖ} (47)

25

ثم كان لسائل أن يسأل : متى القيامة التي يتعلق بها الجزاء فقال { إليه } لا إلى غيره { يرد علم الساعة } أي إذا سأل عنها . قيل : لا يعلمها إلا هو . ثم عمم بعد هذا التخصيص وذكر مثالين يعرف منهما أن علم جميع الحوادث المستقبلة في أوقاتها المعينة ليس إلا له سبحانه . والكم بكسر الكاف وعاء الثمرة . ثم ذكر من أحوال القيامة طرفاً آخر فقال { ويوم يناديهم أين شركائي } وهو نداء تهكم أو توبيخ كما مر مراراً { قالوا آذناك } قال ابن عباس : أي أسمعناك من أذن بالكسر أذناً بالفتح إذا استمع . وقال الكلبي : أعملناك قال الإمام فخر الدين الرازي : هو بعيد لأن أهل القيامة يعلمون أنه تعالى يعلم الأشياء علماً واجباً ، فالإعلام في حقه محال . قلت : لو أريد أظهرنا معلومك أين الاستبعاد ؟ والمعنى ظهر وحصل في الواقع من جهة قولنا ما كان ثابتاً في علمك القديم أنا سنقوله كقوله { ولما يعلم الله الذين جاهدوا } [ آل عمران : 142 ] أي لم يحصل بعد معلومه في الواقع وقد مر . وقولهم { آذناك } ماض في معنى المستقبل على عادة القرآن أو إنشاء للإيذان أو إخبار عما قيل لهم قبل ذلك فإنه يمكن أن يعاد عليهم هذا الاستفهام مرات لمزيد التوبيخ . ومعنى { ما منا من شهيد } ليس منا من يشهد اليوم بأنهم شركاؤك لأنا عرفنا عياناً أنه لا شريك لك . أو هو كلام الشركاء أحياها الله وأنطقها فتبرأ مما أضيف إليها من الشركة .

/خ54