{ نحن جعلناها } أي النار التي في الدنيا { تذكرة } لنار جهنم الكبرى حيث علقنا بها أسباب المعاش ، وعممنا بالحاجة إليها البلوى ، لتكون حاضرة للناس ينظرون إليها ويذكرون ما أوعدوا به ، قال مجاهد وقتادة : تبصرة للناس في الظلام ، وقال عطاء : موعظة ليتعظ بها المؤمن وقال ابن عباس : تذكرة للنار الكبرى .
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، قالوا والله إن كانت لكافية يا رسول الله ؛ قال : فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها " {[1563]} أخرجه البخاري ومسلم . { ومتاعا للمقوين } أي للمسافرين ، قاله ابن عباس ، يعني منفعة للذين ينزلون بالقواء وهي الأرض القفر ، كالمسافرين وأهل البوادي النازلين في الأراضي المقفرة ، يقال أرض قراء بالمد والقصر ؛ أي مقفرة ، ويقال أقوى إذا سافر أي نزل القوى ، وخصوا بالذكر لأن منفعتهم بها أكثر من المقيمين ، فإنهم يوقدونها بالليل لتهرب السباع ويهتدي الضال إلى غير ذلك من المنافع ، وقال مجاهد : المقوين المستمعين بها من الناس أجمعين في الطبخ والخبز والاصطلاء والإستضاءة ، وتذكر نار جهنم ، وقال ابن زيد : للجائعين في إصلاح طعامهم ، يقال : أقويت منذ كذا وكذا أي ما أكلت شيئا وبات فلان القوى أي جائعا .
وقال قرطب : القوى من الأضداد ، يكون بمعنى الفقر ويكون بمعنى الغنى يقال : أقولا الرجل إذا لم يكن معه زاد ، وأقوى إذا قويت دوابه وكثر ماله والمعنى جعلناه متاعا ومنفعة للأغنياء والفقراء لا غنى لأحد عنها ، وقال المهدوي : الآية تصلح للجميع ، لأن النار يحتاج إليها المسافر والمقيم والغني والفقير وحكى الثعلبي عن أكثر المفسرين القول الأول وهو الظاهر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.