مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (13)

{ أَمْ يَقُولُونَ } «أم » منقطعة { افتراه } الضمير لما يوحى إليك { قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ } تحداهم أولا بعشر سور ثم بسورة واحدة كما يقول المخابر في الخط لصاحبه : اكتب عشر أسطر نحو ما أكتب فإذا تبين له العجز عن ذلك قال : اقتصرت منك على سطر واحد { مّثْلِهِ } في الحسن والجزالة . ومعنى { مثله } أمثاله ذهاباً إلى مماثلة كل واحدة منها له { مُفْتَرَيَاتٍ } صفة ل { عشر سور } . لما قالوا افتريت القرآن واختلقته من عندك وليس من عند الله ، أرضى معهم العنان وقال : هبوا أني اختلقته من عند نفسي فأتوا أنتم أيضاً بكلام مثله مختلق من عند أنفسكم فأنتم عرب فصحاء مثلي { وادعوا مَنِ استطعتم مّن دُونِ الله } إلى المعاونة على المعارضة { إِن كُنتُمْ صادقين } أنه مفترى