قوله : { أَمْ يَقُولُونَ افتراه } «أم » هي المنقطعة التي بمعنى بل والهمزة ، وأضرب عما تقدّم من تهاونهم بالوحي ، وعدم قنوعهم بما جاء به من المعجزات الظاهرة ، وشرع في ذكر ارتكابهم لما هو أشدّ من ذلك ، وهو افتراؤهم عليه بأنه افتراه ، والاستفهام للتوبيخ والتقريع ، والضمير المستتر في افتراه للنبي صلى الله عليه وسلم ، والبارز إلى ما يوحى . ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عليهم بما يقطعهم ويبين كذبهم ويظهر به عجزهم ، فقال : { قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مّثْلِهِ } أي : مماثلة له في البلاغة ، وحسن النظم ، وجزالة اللفظ ، وفخامة المعاني . ووصف السور بما يوصف به المفرد ، فقال : مثله ، ولم يقل أمثاله ، لأن المراد مماثلة كل واحد من السور ، أو لقصد الإيماء إلى وجه الشبه ، ومداره المماثلة في شيء واحد ، وهو البلاغة البالغة إلى حدّ الإعجاز ، وهذا إنما هو على القول بأن المطابقة في الجمع والتثنية ، والإفراد شرط ، ثم وصف السور بصفة أخرى ، فقال : { مُفْتَرَيَاتٍ وادعوا } للاستظهار على المعارضة بالعشر السور { مَنِ استطعتم } دعاءه ، وقدرتم على الاستعانة به ، من هذا النوع الإنساني ، وممن تعبدونه وتجعلونه شريكاً لله سبحانه . وقوله : { مِن دُونِ الله } متعلق بادعوا : أي ادعوا من استطعتم متجاوزين الله تعالى : { إِن كُنتُمْ صادقين } فيما تزعمون من افترائي له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.