الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (13)

قوله تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ } : في " أم " هذه وجهان ، أحدهما : أنها منقطعةٌ فتقدَّر ب " بل " والهمزة ، فالتقدير : بل أتقولون افتراه . والضمير في " افتراه " لما يُوحَى . والثاني : أنها متصلة ، فقدَّروها بمعنى : أيكتفون بما أوحينا إليك من القرآن أم يقولون إنه ليس من عند اللَّه ؟ .

قوله : { مِّثْلِهِ } نعت ل " سُوَر " و " مثل " وإن كانت بلفظ الإِفراد فإنها يُوصف بها المثنى والمجموعُ والمؤنث ، كقوله تعالى : { أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا } [ المؤمنون : 47 ] ، ويجوز المطابقةُ قال تعالى : { وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ } [ الواقعة : 23 ] ، وقال تعالى : { ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَالَكُم } [ محمد : 38 ] والهاءُ في " مثلِه " تعود لما يوحي أيضاً ، و " مفتريات " صفة ل " سُوَر " جمع مُفْتراة كمُصْطَفَيات في " مصطفاة " فانقلبت الألفُ ياءً كالتثنية .