مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ} (7)

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } أي آذن ونظير «تأذن » و«آذن » توعد وأوعد . ولا بد في تفعل من زيادة معنى ليس في أفعل كأنه قيل : وإذ آذن ربكم إيذاناً بليغاً تنتفي عنده الشكوك والشبه وهو من جملة ما قال موسى لقومه ، وانتصابه للعطف على { نعمة الله عليكم } كأنه قيل : وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم واذكروا حين تأذن ربكم والمعنى وإذ تأذن ربكم فقال : { لَئِن شَكَرْتُمْ } يا بني إسرائيل ما خولتكم من نعمة الإنجاء وغيرها { لأَزِيدَنَّكُمْ } نعمة إلى نعمة فالشكر قيد الموجود وصيد المفقود وقيل : إذا سمعت النعمة نغمة الشكر تأهبت للمزيد . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : لئن شكرتم بالجد في الطاعة لأزيدنكم بالجد في المثوبة { وَلَئِن كَفَرْتُمْ } ما أنعمت به عليكم { إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ } لمن كفر نعمتي ، أما في الدنيا فسلب النعم وأما في العقبى فتوالى النقم .