اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ} (7)

قوله : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } يجوز أن يكون نسقاً على : { إِذْ أَنجَاكُمْ } ، وأن يكون منصوباً ب " اذْكُرُوا " مفعولاً لا ظرفاً .

وجوَّز فيه الزمخشري : أن يكون نسقاً على : " نِعْمةَ " فهو من قول موسى ، والتقدير وإذ قال موسى اذكروا نعمة الله ، واذكروا حين تأذن ، وقد تقدَّم نظير ذلك في الأعراف{[19140]} .

ومعنى : " تَأذَّنَ " آذن ربكم إيذاناً بليغاً ، أي : أعلم ، يقال : أذَّن وتَأذَّن بمعنى واحد مثل : أوعد وتوعَّد ، وروي ذلك عن الحسن وغيره ومنه الأذان ؛ لأنه إعلام قال الشاعر : [ الوافر ]

فَلمْ نَشْعُر بضَوْء الصُّبْحِ حَتَّى *** سَمِعْنَا في مَجَالِسنَا الأذِينَا{[19141]}

وكان ابن مسعود{[19142]} يقرأ " وإذْ قال ربُّكُمْ " والمعنى واحد .

فيقال : " لَئِنْ شَكرْتُم " نعمتي ، وآمنتم ، وأطعتم : " لأزيدَنَّكُم " في النعمة .

وقيل : لئن شكرتم بالطَّاعة " لأزيدنكم " في الثواب .

والآية نصُّ في أنَّ الشكر سبب المزيد : " ولَئِنْ كَفرتُمْ " نعتمي فجحدتموها ، ولم تشكروها : " إنَّ عذَابِي لشَديدٌ " .

وقيل : المراد الكفر ؛ لأن كفران النعمة لا يحصل إلا عند الجهل بكون تلك النعمة من الله -تعالى- .


[19140]:آية (141).
[19141]:ينظر: القرطبي 5/379.
[19142]:ينظر: الكشاف 2/451، والبحر المحيط 5/396.