الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ} (7)

قوله : { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم }{[36812]} – إلى قوله{[36813]}{ إليه مريب }[ 7-9 ] والمعنى : واذكروا إذ تأذن ربكم . ( أي ){[36814]} : أعلمكم ربكم . ومنه الأذان ، لأنه إعلام{[36815]} ( وتفعل ){[36816]} يقع على موضع ( أفعل ) ، والعرب تقول : أوعدته ، وتوعدته ، بمعنى واحد{[36817]} .

وقال ابن مسعود : { وإذ تأذن ربكم } : أي : قال ربكم . وكذلك قال ابن زيد معناه : قال ربكم ذلك التأذن{[36818]} .

{ لئن شكرتم }[ 7 ] : معناه : القسم ، والمعنى : ولئن{[36819]} شكرتم ربكم بطاعتكم إياه ، فيما أمركم به ، ونهاكم{[36820]} عنه ، ليزيدنكم{[36821]} من النعم{[36822]} .

وقال الحسن : معناه : لأزيدنكم من طاعتي{[36823]} .

وقال سفيان بن عيينة : ( قال سفيان ){[36824]} : ليست الزيادة من الدنيا{[36825]} ، أهون على الله من أن يجعلها ثوابا لطاعته ، ولا أثاب{[36826]} ( بها ){[36827]} أحدا من رسله وأهل طاعته ، وهم أشكر الخلق .

وقيل : المعنى : لئن أطعتموني بالشكر ، لأزيد( نك )م{[36828]} من أسباب الشكر ما يعنيكم عليه{[36829]} .

وقيل : إن{[36830]} المعنى لأزيد( ن )كم{[36831]} من الرحمة والتوفيق{[36832]} والعصمة .

وقوله : { ولئن كفرتم }[ 7 ] : أي ( إن ){[36833]} كفرتم النعمة ، فجحدتموها بترك الشكر عليها{[36834]} .

{ إن عذابي لشديد }[ 7 ] : أي : لشديد{[36835]} على من كفر وعصى .


[36812]:ساقط من ق.
[36813]:ط: مطموس.
[36814]:ساقط من ق.
[36815]:وهو قول الحسن في: الجامع 9/225.
[36816]:ق: وتفعل ويقع.
[36817]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/69.
[36818]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/526.
[36819]:ق: لئن.
[36820]:ط: ونهيكم.
[36821]:ق: ليزيدكم.
[36822]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/526-527، وتفسير ابن كثير 2/811.
[36823]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/527، حديث ضعفه الطبري، وقال ابن عطية في المحرر 10/64، بل هو قوي حسن.
[36824]:ساقط من ق. وسفيان هو الثوري، الفقيه، المعروف.
[36825]:ق: الدنيا الدنيا وهو سهو من الناسخ.
[36826]:ق: ثاب.
[36827]:ساقط من ق.
[36828]:ساقط من ق.
[36829]:وهو قول الطبري في: جامع البيان 16/527.
[36830]:ساقط من ط.
[36831]:ساقط من ق.
[36832]:ق: والتواسع.
[36833]:ساقط من ق.
[36834]:وهو قول الطبري في: جامع البيان 16/528.
[36835]:ط: شديد.