النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ} (7)

قوله عز وجل : { وإذ تأذن ربُّكم } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : معناه وإذ سمع ربكم ، قاله الضحاك .

الثاني : وإذا قال ربكم ، قاله أبو مالك{[1636]} .

الثالث : معناه وإذ أعلمكم ربكم ، ومنه الأذان لأنه إعلام ، قال الشاعر :

فلم نشعر بضوء الصبح حتى *** سَمِعْنا في مجالِسنا الأذينا

{ لئن شكرتم لأزيدنكم } فيه ثلاثة{[1637]} تأويلات :

أحدها : لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي ، قاله الربيع .

الثاني : لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي ، قاله الحسن وأبو صالح .

الثالث{[1638]} : لئن وحّدتم وأطعتم لأزيدنكم ، قاله ابن عباس .

ويحتمل تأويلاً رابعاً : لئن آمنتم لأزيدنكم من نعيم الآخرة إلى نعيم الدنيا .

وسُئِل بعض الصلحاء على شكر الله تعالى ، فقال : أن لا تتقوى بنِعَمِهِ على معاصيه . وحكي أنَّ داود عليه السلام قال : أي ربِّ كيف أشكرك وشكري لك نعمة مجددة منك عليّ ؟ قال : " يا داود الآن شكرتني{[1639]} " .

{ ولئن كفرتم إن عذابي لشديدٌ } وعد الله تعالى بالزيادة على الشكر ، وبالعذاب على الكفر .


[1636]:سقط من ك.
[1637]:في ق: فيه تأويلات.
[1638]:سقط من ق.
[1639]:نقل القرطبي هذه الفقرة حرفيا. انظر تفسيره 9/343.