{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } { تأذن } بمعنى أذن ، قاله الفراء ، قال في الكشاف : ولا بدّ في تفعل من زيادة معنى ليست في أفعل ، كأنه قيل : وإذ أذن ربكم إيذاناً بليغاً تنتفي عنه الشكوك وتنزاح الشبه . والمعنى : وإذ تأذن ربكم فقال : { لَئِن شَكَرْتُمْ } أو أجرى { تأذن } مجرى قال ، لأنه ضرب من القول . انتهى . وهذا من قول موسى لقومه ، وهو معطوف على نعمة الله أي : اذكروا نعمة الله عليكم ، واذكروا حين تأذن ربكم . وقيل : هو معطوف على قوله : إذ أنجاكم ، أي : اذكروا نعمة الله تعالى في هذين الوقتين ، فإن هذا التأذن أيضاً نعمة . وقيل : هو من قول الله سبحانه ، أي : واذكر يا محمد إذ تأذن ربكم ، وقرأ ابن مسعود «وإذ قال ربكم » والمعنى واحد كما تقدم ، واللام في لئن شكرتم هي الموطئة للقسم . وقوله : { لأَزِيدَنَّكُمْ } سادّ مسدّ جوابي الشرط والقسم ، وكذا اللام في { وَلَئِن كَفَرْتُمْ } وقوله : { إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } سادّ مسدّ الجوابين أيضاً ، والمعنى : لأن شكرتم إنعامي عليكم بما ذكر لأزيدنكم نعمة إلى نعمة تفضلاً مني . وقيل : لأزيدنكم من طاعتي . وقيل : لأزيدنكم من الثواب . والأوّل أظهر ، فالشكر سبب المزيد ، ولئن كفرتم ذلك وجحدتموه { إن عذابي لشديد } ، فلا بدّ أن يصيبكم منه ما يصيب . وقيل : إن الجواب محذوف ، أي : ولئن كفرتم لأعذبنكم ، والمذكور تعليل للجواب المحذوف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.