مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَفَأَمِنتُمۡ أَن يَخۡسِفَ بِكُمۡ جَانِبَ ٱلۡبَرِّ أَوۡ يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗا ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ وَكِيلًا} (68)

{ أَفَأَمِنتُمْ } الهمزة للإنكار والفاء للعطف على محذوف تفديره : أنجوتم فأمنتم فحملكم ذلك على الإعراض { أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ البر } انتصب { جانب } ب { يخسف } مفعولاً به كالأرض في قوله : { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرض } [ القصص : 81 ] و { بكم } حال ، والمعنى أن يخسف جانب البر أي يقلبه وأنتم عليه ، والحاصل أن الجوابب كلها في قدرته سواء وله في كل جانب أو براً كان أو بحراً ، من أسباب الهلاك ليس جانب البحر وحده مختصاً به ، بل إن كان الغرق في جانب البحر ففي جانب البر الخسف ، وهو تغييب تحت التراب والغرق تغييب تحت الماء ، فعلى العاقل أن يستوي خوفه من الله في جميع الجوانب وحيث كان { أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا } هي الريح التي تحصب أي ترمي بالحصباء يعني أو إن لم يصبكم بالهلاك من تحتكم بالخسف أصابكم به من فوقكم بريح يرسلها عليكم فيها الحصباء { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } يصرف ذلك عنكم