غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَفَأَمِنتُمۡ أَن يَخۡسِفَ بِكُمۡ جَانِبَ ٱلۡبَرِّ أَوۡ يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗا ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ وَكِيلًا} (68)

61

ثم أنكر عليهم سوء معاملتهم قائلاً : { أفأمنتم } تقديره أنجوتم فأمنتم فحملكم ذلك على الإعراض { أن يخسف } أصله دخول الشيء في الشيء ومنه عين خاسفة للتي غارت حدقتها في الرأس ، وخسف القمر دخل تحت الحجاب وهو دائرة الظل عند الحكماء { بكم } حال ، وإنما قال : { جانب البر } لأنه ذكر البحر في الآية الأولى وهو جانب والبر جانب ، وخسف جانب البر بهم قلبه وهم عليه فالخسف تغييب تحت التراب كما أن الغرق تغييب تحت الماء ، فهبوا أنكم نجوتم من هول البحر فهل أمنتم من هول البر فإنه قادر على تسليط آفات البر عليكم . إما من جانب التحت بالخسوف ، وإما من جانب الفوق بإمطار الحجارة وذلك أن { يرسل عليكم } حاصباً وهي الريح التي تحصب أي ترمي بالحصباء . وقال الزجاج : الحاصب التراب الذي فيه حصباء ، فالحاصب ذو الحصباء كاللابن والتامر . ولا يخفى أن هذين العذابين أشد من غرق البحر . { ثم لا تجدوا لكم وكيلاً } يصرف ذلك عنكم .

/خ72