اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَفَأَمِنتُمۡ أَن يَخۡسِفَ بِكُمۡ جَانِبَ ٱلۡبَرِّ أَوۡ يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗا ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ وَكِيلًا} (68)

قوله تعالى : { أَفَأَمِنْتُمْ } : استفهام توبيخ وتقريع ، وقدَّر الزمخشريُّ على قاعدته معطوفاً عليه ، أي : أنجوتم ، فأمنتم .

وقوله تعالى جلَّ ذكره ولا إله إلا هو : { جَانِبَ البر } فيه وجهان :

أظهرهما : أنه مفعولٌ به ، كقوله : { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ } [ القصص : 81 ] .

والثاني : أنه منصوبٌ على الظرف . و " بِكُمْ " [ يجوز ] أن [ تكون ] حالية ، أي مصحوباً بكم ، وأن تكون للسببية .

قيل : ولا يلزم من خسفه بسببهم أن يهلكوا .

وأجيب بأنَّ المعنى : جانب البرِّ الذي أنتم فيه ، فيلزم بخسفه هلاكهم ، ولولا هذا التقدير ، لم يكن في التوعُّد به فائدة .

قوله : " أن نخسف " " أو نُرسِلَ " " أو نُعِيدكم " " فَنُرْسِلَ " [ " فنُغْرِقكم " ] قرأها بنون العظمة{[20565]} ابن كثير ، وأبو عمرو ، والباقون بالياء فيها على الغيبة ، فالقراءة الأولى على سبيل الالتفات من الغائب في قوله " ربُّكم " إلى آخره ، والقراءة الثانية على سننِ ما تقدَّم من الغيبة .


[20565]:ينظر: النشر 2/38، والإتحاف 2/202، والسبعة 383، والحجة 406، والحجة للقراء السبعة 5/111، والقرطبي 10/190، والبحر 6/58.