إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَفَأَمِنتُمۡ أَن يَخۡسِفَ بِكُمۡ جَانِبَ ٱلۡبَرِّ أَوۡ يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗا ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ وَكِيلًا} (68)

{ أَفَأَمِنتُمْ } الهمزة للإنكار والفاء للعطف على محذوف تقديره أنجوتم فأمنتم { أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ البر } الذي هو مأمنُكم أي يقلِبه ملتبساً بكم أو بسبب كونِكم فيه ، وفي زيادة الجانبِ تنبيهٌ على تساوي الجوانب والجهاتِ بالنسبة إلى قدرته سبحانه وتعالى وقهرِه وسلطانِه ، وقرئ بنون العظمة { أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ } من فوقكم وقرئ بالنون { حاصبا } ريحاً ترمي بالحصباء { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } يحفظكم من ذلك أو يصرِفه عنكم فإنه لا رادَّ لأمره الغالب .