السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَفَأَمِنتُمۡ أَن يَخۡسِفَ بِكُمۡ جَانِبَ ٱلۡبَرِّ أَوۡ يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗا ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ وَكِيلًا} (68)

وقوله تعالى : { أفأمنتم } الهمزة فيه للإنكار والفاء للعطف على محذوف تقديره أنجوتم من البحر فأمنتم بعد خروجكم منه { أن نخسف بكم جانب البرّ } فنغيبكم في ، أي : جانب كان منه لأنّ قدرتنا على التغيبين في الماء والتراب على السواء فعلى العاقل أن يستوي خوفه من الله تعالى في جميع الجوانب { أو } أمنتم أن { نرسل عليكم } من جهة الفوق شيئاً من أمرنا { حاصباً } أي : نمطر عليكم حجارة من السماء كما أمطرناها على قوم لوط قال الله تعالى : { إنا أرسلنا عليهم حاصباً } [ القمر ، 34 ] وقيل الحاصب الريح { ثم لا تجدوا لكم } أيها الناس { وكيلاً } ينجيكم من ذلك ولا من غيره كما لم تجدوا في البحر وكيلاً غيره .