مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ أَوۡ نَرَىٰ رَبَّنَاۗ لَقَدِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ وَعَتَوۡ عُتُوّٗا كَبِيرٗا} (21)

{ وَقَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ } لا يأملون { لِقَاءنَا } بالخير لأنهم كفرة لا يؤمنون بالبعث أو لا يخافون عقابنا إما لأن الراجي قلق فيما يرجوه كالخائف ، أو لأن الرجاء في لغة تهامة الخوف { لَوْلاَ } هلا { أُنزِلَ عَلَيْنَا الملئكة } رسلاً دون البشر أو شهوداً على نبوته ودعوى رسالته { أَوْ نرى رَبَّنَا } جهرة فيخبرنا برسالته واتباعه { لَقَدِ استكبروا فِى أَنفُسِهِمْ } أي أضمروا الاستكبار عن الحق وهو الكفر والعناد في قلوبهم { وَعَتَوْا } وتجاوزوا الحد في الظلم { عُتُوّاً كَبِيراً } وصف العتو بالكبر فبالغ في إفراطه أي أنهم لم يجسروا على هذا القول العظيم إلا أنهم بلغوا غاية الاستكبار وأقصى العتو . واللام في { لقد } جواب قسم محذوف .