مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (50)

{ أَفَحُكْمَ الجاهلية يَبْغُونَ } يطلبون .

وبالتاء شامي يخاطب بني النضير في تفاضلهم على بني قريظة وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " القتلى سواء " فقال بنو النضير : نحن لا نرضى بذلك فنزلت . وسئل طاوس عن الرجل يفضل بعض ولده على بعض فقرأ هذه الآية . وناصب «أفحكم الجاهلية يبغون » { وَمَنْ أَحْسَنُ } مبتدأ وخبره وهو استفهام في معنى النفي أي لا أحد أحسن { مِنَ الله حُكْماً } هو تمييز . واللام في { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } للبيان كاللام في { هَيْتَ لَكَ } [ يوسف : 23 ] أي هذا الخطاب وهذا الاستفهام «لقوم يوقنون » فإنهم هم الذين يتبينون أن لا أعدل من الله ولا أحسن حكماً منه . وقال أبو علي : معنى لقوم عند قوم لأن اللام و«عند » يتقاربان في المعنى .

ونزل نهياً عن موالاة أعداء الدين .