فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (50)

{ أفحكم الجاهلية يبغون } الاستفهام للإنكار والتوبيخ ، والمعنى أيعرضون عن حكمك بما أنزل الله عليك ويتولون عنه ، ويبتغون حكم الجاهلية التي هي متابعة الهوى الموجبة للميل والمداهنة في الأحكام ، وأما أهل الجاهلية وحكمهم فهو ما كانوا عليه من المفاضلة بين القتلى من بني النضير وقريظة ، قال ابن عباس : هو ما كانوا عليه من الضلال والجور في الأحكام وتحريفهم إياها عما أمر الله به .

والاستفهام في { ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } للإنكار أيضا أي لا يكون أحد حكمه أحسن من حكم الله أو مساو له عند أهل اليقين لا عند أهل الجهل والأهواء ، وإن كان ظاهر السبك غير متعرض لنفي المساواة وإنكارها .