{ والعصر } أي الدهر . أقسم الله به لانطوائه على تعاجيب الأمور القارة والمارة . ولذا قيل له : ( أبو العجب ) ، ولأنه بما فيه من النعم وأضدادها ، فينبه الإنسان على أنه مستعد للخسران والسعادة ، وللتنويه به والتعظيم من شأنه ، تعريضا ببراءته مما يضاف إليه من الخسران والذم . كما قيل :
يعيبون الزمان وليس فيه *** معايب غير أهل للزمان
وجوز أن يراد بالعصر الوقت المعروف الذي يجب فيه صلاة العصر .
قال الإمام : كان من عادة العرب أن يجتمعوا وقت العصر ، ويتحادثوا ويتذاكروا في شؤونهم . وقد يكون في حديثهم ما لا يليق أو ما يؤذي به بعضهم بعضا ، فيتوهم الناس أن الوقت المذموم ، فأقسم الله به لينبهك إلى أن الزمان في نفسه ليس مما يذم ويسب ، كما اعتاد الناس أن يقولوا :( زمان مشؤوم ) ، و( وقت نحس ) ، و( دهر سوء ) ، وما يشبه ذلك ؛ بل هو عاد للحسنات كما هو عاد للسيئات . وهو ظرف لشؤون الله الجليلة من خلق ورزق وإعزاز وإذلال وخفض ورفع ، فكيف يذم في ذاته ، وإنما قد يذم ما يقع فيه من الأفاعيل الممقوتة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.