محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ} (7)

{ ويمنعون الماعون } أي ما يعان به الخلق ، ويصرف في معونتهم من الأموال والأمتعة ، وكل ما ينتفع به ، لكون الجهل حاكما عليهم بالاستئثار بالمنافع ، وحرمانهم عن النظر التوحيدي ، وعدم اعتقادهم بالجزاء ، فلا محبة لهم للحق للركون إلى العالم الفاني ، ولا عدالة في أنفسهم للاتصاف بالرذائل والبعد عن الفضائل ، فلا يعاونون أحدا ، فلن يفلحوا أبدا ، قاله القاشاني .

تنبيه : المعني بهذه الآيات أولا وبالذات المنافقون في عهد النبوة ، ويدخل فيها ثانيا -وبالعرض- كل من وجد فيهم تلك الخلال الذميمة اعتبارا بالعموم ، فالسورة مدنية ، ونظيرها في المنافقين قوله تعالى {[7557]} { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا } ولذا قال ابن عباس فيما رواه ابن جرير{[7558]} : هم المنافقون ، كانوا يراؤون الناس بصلاتهم إذا حضروا ، ويتركونها إذا غابوا ، ويمنعونهم العارية بغضا لهم ، وهو الماعون .


[7557]:4 / النساء/ 142.
[7558]:انظر الصفحة رقم 313 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).