محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ} (5)

وقوله تعالى : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } قال ابن جرير :{[7556]} أي لاهون ، يتغافلون عنها ، وذلك باللهو عنها ، والتشاغل بغيرها ، وتضييعها أحيانا ، وتضييع وقتها على أخرى . وقال القاشاني : أي فويل لهم ، أي للموصوفين بهذه الصفات من دع اليتيم ، وعدم الحث على طعام المسكين ، الذين إن ضلوا غفلوا عن صلاتهم لاحتجابهم عن حقيقتها بجهلهم ، وعدم الحث على عدم حضورهم ، و ( المصلين ) من باب وضع الظاهر موضع المضمر ، للتسجيل عليهم بأن أشرف أفعالهم وصور حسناتهم سيئات وذنوب لعدم ما هي به معتبرة من الحضور والإخلاص ، أورد على صيغة الجمع ؛ لأن المراد بالذي يكذب هو الجنس .


[7556]:انظر الصفحة رقم 312 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).