محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ إِنِّي لَكُمۡ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (25)

ثم قص تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم من أنباء الرسل ما يثبت فيه فؤاده ، ليتسلى بما يشاهده من معاناة الرسل قبله من أممهم ، ومقاساتهم الشدائد من جهتهم ، وليعلم قومه أن رسالته كرسالة من تقدمه ، وأن سنة الله فيهم معروفة ، كما قال تعالى{[1]} : { إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ، وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } .

بقوله سبحانه : { ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين } . وكانت امتلأت الأرض من شركهم وشرورهم { إني لكم نذير مبين } أي بأني . وقرئ بالكسر ، أي : فقال إني لكم نذير مبين ، أبين لكم موجبات العذاب ، ووجه الخلاص منه .


[1]:(4 النساء 15 و 16).