محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ} (28)

[ 28 ] { قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون 28 } .

{ قال } أي نوح { يا قوم أرأيتم } أي أخبروني { إن كنت على بينة } أي برهان { من ربي وآتاني رحمة } أي هداية خاصة كشفيّة { من عنده } أي فوق طور العقل من العلوم اللدنية ، ومقام النبوة { فعميت عليكم } أي لاحتجابكم بالظاهر عن الباطن ، وبالخليقة عن الحقيقة { أنلزمكموها وأنتم لها كارهون } يعني أنكرهكم على قبولها ، ونقسركم على الاهتداء بها ، وأنتم تكرهونها ، ولا تختارونها ، و { لا إكراه في الدين } {[4825]} . فالاستفهام للإنكار ، أي لا نقدر على ذلك ، والذي في وسعنا دعوتكم إلى الله ، لا أن نضطركم إليها ، فإن شئتم تلقيها فزكوا نفوسكم ، واتركوا إنكاركم . وفي طي جوابه عليه السلام حث على تدبرها ، ورد عن الإعراض عنها ، بأسلوب فائق .


[4825]:[2 / البقرة / 256].