محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٖۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (35)

{ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ } أي الذي فصلت نعوته الجليلة وخصائصه الباهرة { عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } أي ما لا يصفه به النصارى . وهو تكذيب لهم ، فيما يزعمونه ، على الوجه الأبلغ والمنهاج البرهاني . حيث جعله موصوفا بأضداد ما يصفونه { قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } أي : ومن هذا شأنه كيف يتوهم أن يكون له ولد ؟ وهذا كقوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين } ثم أشار إلى تتمة كلام عيسى من الأمر بعبادته تعالى وحده ، بقوله سبحانه : { وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } أي قويم . من اتبعه رشد وهدي . ومن خالفه ضل وغوى .

/خ36