فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٖۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (35)

{ ما كان لله أن يتخذ من ولد } أي ما صح ولا استقام ذلك . قال الزجاج : { من } مؤكدة تدل على نفي الواحد والجماعة ، والمعنى ما كان من صفته اتخاذ الولد أي ثبوت الولد له محال .

ثم نزه الله نفسه فقال { سبحانه } أي تنزه وتقدس عن مقالتهم هذه . ثم صرح سبحانه بما هو شأنه ، تعالى سلطانه فقال : { إذا قضى أمرا } من الأمور وهذا بمنزلة التعليل لما قبله { فإنما يقول له كن فيكون } أي فيكون حينئذ بلا تأخير لا يتعذر عليه إيجاده على الوجه الذي أراده ، وفي إيراده في هذا الموضع تبكيت عظيم وإلزام بالحجة للنصارى ، أي من كان هذا شأنه كيف يتوهم أن يكون له ولد ، وقد سبق الكلام على هذا مستوفى في البقرة .