البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٖۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (35)

{ ما كان لله أن يتخذ من ولد } هذا تكذيب للنصارى في دعواهم أنه ابن الله ، وإذا استحالت البنوة فاستحالة الإلهية مستقلة أو بالتثليث أبلغ في الاستحالة ، وهذا التركيب معناه الانتفاء فتارة يدل من جهة المعنى على الزجر { ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله } وتارة على التعجيز { ما كان لكم أن تنبتوا شجرها } وتارة على التنزيه كهذه الآية ، ولذلك أعقب هذا النفي بقوله { سبحانه } أي تنزه عن الولد إذ هو مما لا يتأتى ولا يتصور في المعقول ولا تتعلق به القدرة لاستحالته ، إذ هو تعالى متى تعلقت إرادته بإيجاد شيء أوجده فهو منزه عن التوالد .

وتقدم الكلام على الجملة من قوله { إذا قضى أمراً } .