السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٖۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (35)

ثم دل على كونه حقاً في كونه ابناً لأمّه مريم لا غيرها بقوله رداً على من ضلّ : { ما كان } أي : ما صح ولا يتأتى ولا يتصوّر في العقول ولا يصح ولا يأتي لأنه من المحال لكونه يلزم منه الحاجة { لله } الغني عن كل شيء { أن يتخذ من ولد } وأكده بمن لأنّ المقام يقتضي النفي العام ، ولما كان اتخاذ الولد من النقائص أشار إلى ذلك بالتنزيه العام بقوله تعالى : { سبحانه } أي : تنزه عن كل نقص أي : من احتياج إلى ولد أو غيره ثم علل ذلك بقوله عز وجل { إذا قضى أمراً } أي : أيّ أمر كان أي : أراد أن يحدثه { فإنما يقول له كن } أي : يريده ويعلق قدرته به وقوله تعالى : { فيكون } قرأه ابن عامر بنصب النون بتقدير أن أو على الجواب والباقون بالرفع بتقدير هو .