فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ} (3)

{ إلا تذكرة } على أنه مفعول له لأنزلنا ، كقولك : ما ضربتك للتأديب إلا إشفاقا عليك ، وقال الزجاج : هو بدل لتشقى ، أي ما أنزلناه إلا تذكرة ، وأنكره أبو علي الفارسي من جهة أن التذكرة ليست الشقاء ، قال : وإنما هو منصوب على المصدرية أي أنزلناه لتذكر به تذكرة أو على المفعول من أجله أي ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به ما أنزلناه إلا للتذكرة ، وقيل الاستثناء منقطع لأن التذكرة ليست من جنس الشقاء المنفي أي لكن أنزلناه عظة .

{ لمن يخشى } أي لمن خاف الله أو لمن يؤول أمره إلى الخشية أو لمن في قلبه خشية ورقة يتأثر بالإنزال أو لمن علم الله أنه يخشى بالتخويف منه فإنه المنتفع ، وكأنه يشير إلى أن اللام في لمن للعاقبة