الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ} (3)

وأما النصبة في ( تذكرة ) فهي كالتي في ضربت زيداً ، لأنه أحد المفاعيل الخمسة التي هي أصول وقوانين لغيرها .

فإن قلت : هل يجوز أن يكون { تَذْكِرَةً } بدلا من محل { لتشقى } ؟ قلت : لا ، لاختلاف الجنسين ، ولكنها نصب على الاستثناء المنقطع الذي«إلا » فيه بمعنى «لكن » ويحتمل أن يكون المعنى : إنا أنزلنا عليك القرآن لتحتمل متاعب التبليغ ومقاولة العتاة من أعداء الإسلام ومقاتلتهم وغير ذلك من أنواع المشاقّ وتكاليف النبوّة ، وما أنزلنا عليك هذا المتعب الشاق إلا ليكون تذكرة . وعلى هذا الوجه يجوز أن يكون تذكرة حالاً ومفعولا له { لِّمَن يخشى } لمن يؤول أمره إلى الخشية ، ولمن يعلم الله منه أنه يبدل بالكفر إيماناً وبالقسوة خشية .