نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قُلۡ مَن يَكۡلَؤُكُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحۡمَٰنِۚ بَلۡ هُمۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِم مُّعۡرِضُونَ} (42)

ولما هددهم بما مضى مما قام الدليل على قدرته عليه ، وختمه{[50966]} - لوقوفهم مع المحسوسات - بما وقع لمن قبلهم ، وكان الأمان عن مثل ذلك لا يكون إلا بشيء يوثق به ، أمره أن يسألهم عن ذلك بقوله : { قل من يكلؤكم } أي يحفظكم{[50967]} ويؤخركم ويكثر رزقكم{[50968]} ، وهو استفهام توبيخ .

ولما استوى بالنسبة إلى قدرته حذرهم وغفلتهم{[50969]} ، قال : { بالّيل } أي{[50970]} وأنتم نائمون . {[50971]}ولما كانت مدافعة عذابه سبحانه غير ممكنة لنائم ولا يقظان قال{[50972]} : { والنهار } أي{[50973]} وأنتم مستيقظون . {[50974]}ولما كان لا منعم{[50975]} بكلاية ولا {[50976]}غيرها سواه{[50977]} سبحانه ، ذكرهم بذلك بصفة الرحمة فقال : { من الرحمن } الذي لا نعمة بحراسة ولا غيرها إلا منه حتى أمنتم مكره {[50978]}ولو بقطع إحسانه ، فكيف إذا ضربكم بسوط جبروته وسطوة قهره وعظمته{[50979]} .

ولما كان الجواب قطعاً : ليس لهم من يكلؤهم منه{[50980]} وهو معنى الاستفهام الإنكاري ، قال مضرباً عنه : { بل هم } أي في أمنهم من سطواته { عن ذكر ربهم } الذي لا يحسن إليهم غيره { معرضون* } {[50981]}فهم لا يذكرون أصلاً فضلاً عن أن يخشوا بأسه وهم يدعون أنهم أشكر الناس للإحسان{[50982]} .


[50966]:من ظ ومد وفي الأصل: كتمه
[50967]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50968]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50969]:من ظ ومد، وفي الأصل: غفلهم.
[50970]:سقط من ظ.
[50971]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50972]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50973]:زيد من مد.
[50974]:العبارة من هنا إلى "الرحمة فقال" ساقطة من ظ.
[50975]:من مد، وفي الأصل: منعهم.
[50976]:من مد وفي الأصل: غيرهما إلا هو.
[50977]:من مد وفي الأصل: غيرهما إلا هو.
[50978]:العبارة من هنا إلى "وعظموته" ساقطة من ظ.
[50979]:في مد: عظمته.
[50980]:سقط من مد؛ والعبارة من بعده إلى "الإنكاري" ساقطة من ظ.
[50981]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50982]:سقط ما بين الرقمين من ظ.