فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ مَن يَكۡلَؤُكُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحۡمَٰنِۚ بَلۡ هُمۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِم مُّعۡرِضُونَ} (42)

{ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بالليل والنهار مِنَ الرحمن } أي يحرسكم ويحفظكم .

والكلاءة : الحراسة والحفظ ، يقال : كلأه الله كلاء بالكسر ، أي حفظه وحرسه . قال ابن هرمة :

إن سليمى والله يكلؤها *** ضنت بشيء ما كان يرزؤها

أي قل يا محمد لأولئك المستهزئين بطريق التقريع والتوبيخ : من يحرسكم ويحفظكم بالليل والنهار من بأس الرحمن وعذابه الذي تستحقون حلوله بكم ونزوله عليكم ؟ وقال الزجاج : معناه : من يحفظكم من بأس الرحمن . وقال الفراء : المعنى : من يحفظكم مما يريد الرحمن إنزاله بكم من عقوبات الدنيا والآخرة . وحكى الكسائي والفراء : من يكلوكم بفتح اللام وإسكان الواو { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبّهِمْ مُعْرِضُونَ } أي عن ذكره سبحانه فلا يذكرونه ولا يخطرونه ببالهم ، بل يعرضون عنه ، أو عن القرآن ، أو عن مواعظ الله ، أو عن معرفته .

/خ43