البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُلۡ مَن يَكۡلَؤُكُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحۡمَٰنِۚ بَلۡ هُمۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِم مُّعۡرِضُونَ} (42)

كلأه : حفظه يكلؤه كلاءة . ويقال : اذهب في كلاءة الله واكتلأت منها حترست . وقال ابن هرمة :

إن سليمى والله يكلؤها *** ضنت بشيء ما كان يرزؤها

ثم أمره تعالى أن يسألهم من الذي يحفظكم في أوقاتكم من بأس الله أي لا أحد يحفظكم منه ، وهو استفهام تقريع وتوبيخ .

وفي آخر الكلام تقدير محذوف كأنه ليس لهم مانع ولا كالىء ، وعلى هذا النفي تركيب بل في قوله { بل هم عن ذكر ربهم معرضون } قاله ابن عطية .

وقال الزمخشري : بل هم معرضون عن ذكره لا يخطرونه ببالهم فضلاً أن يخافوا بأسه حتى إذا رزقوا الكلاءة منه عرفوا من الكالىء وصلحوا للسؤال عنه ، والمراد أنه أمر رسوله بسؤالهم عن الكالىء ثم بيّن أنهم لا يصلحون لذلك لإعراضهم عن ذكر من يكلؤهم انتهى .

وقرأ أبو جعفر والزهري وشيبة : يكلُوكم بضمة خفيفة من غير همز .

وحكى الكسائي والفراء يكلَوكم بفتح اللام وإسكان الواو .