محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا} (40)

{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } .

{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ } هذا دفع لتعيير من جهل ، فقال : تزوج محمد زوجة ابنه زيد . فدفعه تعالى بأنه إنما يتصور لو كان صلى الله عليه وسلم أبا لزيد على الحقيقة ، لكنه ليس أبا لأحد من أصحابه حتى يثبت بينه وبينهم ، ما يثبت بين الأب وولده من حرمة السهر والنكاح ، وزيد واحد منهم ، الذين ليسوا بأولاده حقيقة . فكان حكمه حكمهم . والإدعاء والتبني من باب الاختصاص والتقريب لا غير . { وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ } أي ولكن كان رسول الله مبلغ رسلاته { وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } بفتح التاء وكسرها ، قراءتان . أي فهذا نعته وهذه صفته . فليس هو في حكم الأب الحقيقي ، وإنما ختمت النبوة به لأنه شرع له من الشرائع ما ينطبق على مصالح الناس في كل زمان وكل مكان . لأن القرآن الكريم لم يدع أما من أمهات المصالح إلا جلاها ، ولا مكرمة من أصول الفضائل إلا أحياها . فتمت الرسالات برسالته إلى الناس أجمعين وظهر مصدقا ذلك بخيبة كل من ادعى النبوة بعده ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وهو خير الوارثين . { وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } أي فلا يقضي إلا بما سبق به علمه ، ونفذت فيه مشيئته واقتضته حكمته .

/خ40