محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ} (37)

{ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى } أي بالمزية التي تقربكم قربة . ف { زلفى } محلها النصب { إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ } أي الثواب المضاعف { بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } أي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . ومن نظائر الآية قوله تعالى :{[6293]} { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين*نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } وقوله سبحانه :{[6294]} { فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم/ وهم كافرون } . وروى الإمام أحمد{[6295]} ومسلم{[6296]} عن أبى هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .


[6293]:[23/المؤمنون/55و56].
[6294]:[9/التوبة/55]
[6295]:أخرجه في المسند بالصفحة رقم 285 من الجزء الثاني (طبعة الحلبي).
[6296]:أخرجه في: 45-كتاب البر والصلة ولآداب، حديث رقم34(طبعتنا).