محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ وَكُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ} (31)

{ وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون 28 } .

{ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون 29 } .

{ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين 30 } .

{ وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين 31 } .

{ وترى كل أمة جاثية } أي باركة ، مستوفزة على الركب لا حراك بها . شأن الخائف المنتظر لما يكره . وذلك عند الحساب أو في الموقف الأول ، وقت البعث قبل الجزاء { كل أمة تدعى إلى كتابها } أي اللوح الذي أثبت فيه أعمالها . ويعطي بيمين من كان سعيدا ، وشمال من كان شقيا { اليوم تجزون ما كنتم تعملون * هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق } أي يشهد عليكم بما عملتم بلا زيادة ولا نقصان . وإنما أضاف صحائف أعمالهم إلى نفسه تعالى ، لأنه أمر الكتبة أن يكتبوا فيها أعمالهم { إنا كنا نستنسخ } أي نستكتب الملائكة { ما كنتم تعملون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي ما صلح به حالهم في المعاد الجسمانيّ { فيدخلهم ربهم في رحمته } أي في جنته { ذلك هو الفوز المبين * وأما الذين كفروا } أي فيقال لهم { أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين } أي بكسب الآثام ، والكفر بالله ، وعدم التصديق بمعاد ، ولا الإيمان بثواب وعقاب .