الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ وَكُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ} (31)

ثم قال : { وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم } ، / جواب ( أما ) محذوف ، والتقدير : فيقال لهم ألم تكن آياتي تتلى عليكم{[62652]} ، أي تقرأ عليكم فاستكبرتم عن اتباعها والإيمان بها . والاستكبار في اللغة : الأنفة عن{[62653]} اتباع الحق .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " قال الله جل ذكره : الكبرياء{[62654]} ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا{[62655]} منهما ألقيته في جهنم " {[62656]} .

قوله : { وكنتم قوما مجرمين } أي : قوما تكسبون الآثام والكفر بالله سبحانه ، لا تؤمنون بمعاد ولا بثواب ولا عقاب .


[62652]:انظر ذلك في معاني الفراء 3/49، ومعاني الأخفش 2/693، ومعاني الزجاج 4/435.
[62653]:(ت): (على).
[62654]:(ح): (الكبر).
[62655]:(ت): (واحد).
[62656]:أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب باب 38 تحريم الكبر ج 4/2023، وأبو داود في كتاب اللباس باب الكبر ح 4090 ج 4/350، وابن ماجه في كتاب الزهد باب 16، وأحمد 2/248، و376 و 414 و 427 و442، والحاكم في مستدركه 1/61، والحميدي في مسنده 2/486، والبخاري في الأدب المفرد ص 145 باب 251 باب الكبر ح 552، وأبو حنيفة في مسنده ص 250 ح 454، والشهاب في مسنده 2/330. كلهم عن أبي هريرة إلا مسلم و البخاري – في الأدب -، فإنهما روياه عن أبي هريرة والخدري معا. وكلهم رووه بمعناه إلا أبو حنيفة فإنه رواه بلفظه. وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم لم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرجه مسلم من طريق الأغر عن أبي هريرة بغير هذا اللفظ وسكت عنه الذهبي في التلخيص 1/61.