اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ وَكُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ} (31)

قوله : { وَأَمَّا الذين كفروا أَفَلَمْ تَكُنْ } هذا على إضمار القول أيضاً ، وقدر الزمخشري على عادته جملة بين الهمزة والفاء أي ألَمْ تأتكم{[50745]} رسلي فَلَمْ تكن آياتي ؟{[50746]}

فصل

ذكر الله المؤمنين والكافرين ولم يذكر قِسماً ثالثاً ، وهذا يدل على أن مذهب المعتزلة في إثبات منزلة بين المنزلتين باطل ، وفي الآية دليل على أن استحقاق العقوبة ، لا يحصل إلا بعد مجيء الشرع وعلى أن الواجبات لا تجب إلا بالشرع خلافاً للمعتزلة في قولهم : إنَّ بعض الواجبات قد تجب بالعقل{[50747]} .


[50745]:في ب يأتكم بالياء.
[50746]:الكشاف 3/513 وقد رده أبو حيان كثيرا وتكرارا. انظر البحر 8/51.
[50747]:الرازي 27/373.