تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ وَكُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ} (31)

الآية 31 وقوله تعالى : { وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تُتلى عليكم } كأن فيه إضمارا{[19242]} لأن قوله تعالى : { وأما الذين كفروا } إنما هو إخبار على المُعاينة ، وقوله تعالى : { أفلم تكن آياتي تُتلى عليكم } خطاب ومشافهة . فليس هو من جواب الأول ولا من نوعه ؛ فكأنه قال ، والله أعلم : { وأما الذين كفروا } في الدنيا فيقال لهم في الآخرة إذا طلبوا الرجوع والإقالة والتخفيف ، ونحو ذلك : { أفلم تكن آياتي تُتلى عليكم } في الدنيا ؟

ثم تحتمل آياته آيات وحدانيته وألوهيته أو آيات سلطانه وقدرته على التعذيب أو آيات قدرته على البعث أو آيات رسالته ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين } لا أحد يقصد قصد الاستكبار على آيات الله ، لكنهم لما كذّبوها ، وردّوا آياته ، ولم يعملوا بها ، فكأنهم استكبروا عليها ، وهو كما قال : { لا تعبدوا الشيطان } [ يس : 60 ] ولا أحد يقصد قصد عبادة الشيطان ، لكنهم لما عبدوا الأصنام بأمر الشيطان فكأنهم عبدوه .

ويحتمل أن يكونوا استكبروا على رسله ، فيكون استكبارهم على رسله كأنهم استكبروا على آياته ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وكنتم قوما مجرمين } قيل : المجرم ، هو الوثّاب في المعصية ، والله أعلم .


[19242]:في الأصل وم: إضمار.