السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ وَكُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ} (31)

ثم بين تعالى أحوال الفريق الآخر بقوله تعالى : { وأما الذين كفروا } أي : ستروا ما أمر الله تعالى به { أفلم } أي : فيقال لهم ألم { تكن } تأتيكم رسلي فلم تكن { آياتي } على ما لها من عظمة إضافتها إلي وأعظمها القرآن { تتلى } أي : تواصل قراءتها من أي تال كان فكيف إذا كانت بواسطة الرسل تلاوة مستعلية { عليكم } لا تقدرون على دفع شيء منها .

تنبيه : حذف المقول المعطوف عليه كما تقرر اكتفاء بالمقصود واستغناء بالقرينة { فاستكبرتم } أي : فتسبب عن تلاوتها التي من شأنها إيراث الخشوع والإخبات والخضوع إن طلبتم الكبر لأنفسكم أوجدتموه على رسلي وآياتي { وكنتم قوماً } أي : ذوي قيام وقدرة على ما تحاولونه { مجرمين } أي : غريقين في قطع ما يستحق الوصل وذلك هو الخسران المبين .