نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ وَكُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ} (31)

{ وأما الذين كفروا } أي ستروا ما جلته لهم مرائي عقولهم وفطرهم الأولى من الحق الذي أمر الله به ولو عملوا جميع الصالحات غير الإيمان ، فيدخلهم الملك الأعظم في لعنته .

ولما كان هذا الستر{[58333]} سبباً واضحاً في تبكيتهم{[58334]} قال : { أفلم } أي فيقال لهم : ألم يأتكم رسلي ، وأخلق لكم {[58335]}عقولاً تدلكم{[58336]} على الصواب من التفكر في الآيات المرئية من المعجزات التي أتوكم بها{[58337]} وأنزل عليكم بواسطتهم {[58338]}آيات مسموعة{[58339]} فلم{[58340]} { تكن آياتي } على ما لها من عظمة{[58341]} الإضافة إليّ وعظمة{[58342]} الإتيان إليكم على ألسنة رسلي الذين هم أشرف{[58343]} خلقي .

ولما كانت {[58344]}هذه الآيات{[58345]} توجب الإيمان لما لها من العظمة بمجرد تلاوتها{[58346]} ، بني للمفعول قوله : { تتلى } أي تواصل{[58347]} قراءتها من أيّ تال كان ، فكيف إذا كانت بواسطة الرسل ، تلاوة مستعلية { عليكم } لا تقدرون على رفع{[58348]} شيء منها بشيء يرضاه منصف { فاستكبرتم } أي{[58349]} فتسبب عن تلاوتها التي من{[58350]} شأنها إيراث الخشوع{[58351]} والإخبات والخضوع أن طلبتم الكبر لأنفسكم وأوجدتموه على رسلي وآياتي { وكنتم } خلقاً لازماً { قوماً } أي ذوي قيام وقدرة على ما تحاولونه { مجرمين * } أي{[58352]} عريقين في قطع ما يستحق الوصل ، وذلك هو الخسران المبين ، {[58353]}والآية{[58354]} من الاحتباك : ذكر الإدخال في الرحمة أولاً دليلاً على الإدخال في اللعنة ثانياً ، وذكر التبكيت ثانياً دليلاً على التشريف أولاً ، وسره أن ما ذكره أدل على شرف الولي وحقارة العدو


[58333]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: التستر.
[58334]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تبكتهم.
[58335]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عقلا يدلكم، وفي ظ: عقلا تدلكم.
[58336]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عقلا يدلكم، وفي ظ: عقلا تدلكم.
[58337]:زيد في الأصل بعده: رسلي عليهم الصلاة والسلام، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[58338]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: من الآيات المسموعة.
[58339]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: من الآيات المسموعة.
[58340]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: وهي كلامي وزادها وضوحا بقوله.
[58341]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: العظمة.
[58342]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عظمته.
[58343]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: أشرفي.
[58344]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58345]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58346]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: تلاوتنا.
[58347]:من مد، وفي الأصل و ظ: تتواصل.
[58348]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: دفع.
[58349]:زيد بعده في الأصل: عند سماعها من الرسل وغيرهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[58350]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: ما.
[58351]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: الخضوع.
[58352]:سقط من م ومد.
[58353]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فالآية.
[58354]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فالآية.