محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ إِن كُنتُم بِـَٔايَٰتِهِۦ مُؤۡمِنِينَ} (118)

[ 118 ] { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ( 118 ) } .

وقوله تعالى : { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه } أمر مترتب على النهي عن اتباع المضلين الذين من جملة إضلالهم تحليل الحرام وتحريم الحلال . وذلك أنهم خاصموا المسلمين فقالوا : " ما ذبح الله لا تأكلونه ، وما ذبحتم أنتم أكلتموه " - أخرجه النسائي{[3647]} عن ابن عباس- / فنزلت الآية . والمعنى : كلوا مما ذكر اسم الله على ذبحه ، لرفعه تنجيس الموت إياه المانع من الأكل ، لا مما ذكر عليه اسم غيره ، أو مات حتف أنفه .

{ إن كنتم بآياته مؤمنين } فإن الإيمان بها يقتضي استباحة ما أحله سبحانه ، واجتناب ما حرمه .


[3647]:- أخرجه النسائي في: 43- كتاب الضحايا، 40- باب تأويل قول الله عز وجل: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه}.